كتب : ربيع زهران
لم يكن أكبر المتفائلين يتوقع أن يظهر الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان كل هذه القدرات التدريبية الكبيرة، وأن يتمكن من تغيير وجه ريال مدريد بعدما تولى مسؤوليته الفنية في منتصف الموسم الماضي خلفا للإسباني رافا بينيتيز.
فالمدرب السابق ترك لزيدان فريقا مفككا وبلا هوية حقيقية مع مشاكل في غرف الملابس ومباريات أقل مما اعتاد عليه جمهور الميرينغي.
زيدان ترك كل شيء خلف ظهره، بدأ من حيث يجب أن ينطلق.. العقول أولا.. الفريق يجب ان يكون متحدا.
مع ذلك وحين تلقى الخسارة امام أتلتيكو مدريد في 27 شباط فبراير الماضي على سانتياغو برنابيو كانت السخرية تطارد زيزو وتوقعات بالفشل، لكن المدرب الشاب استمر في طريقه، وبنهاية الموسم كان قد قلص الفارق مع بطل الليغا من 9 نقاط إلى نقطة وحيدة، مع تحقيق الإنجاز الأبرز والأغرب وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا.
مع انطلاق هذا الموسم طاردت المدرب زيدان بعض الإصابات، فالبرازيلي كاسيمرو كان هو نقطة تحول الأداء منذ قدوم زيدان لكنه حرم من خدماته مع ابتعاد مودريتش وعدم استعادة رونالدو مستواه سوى مؤخرا.
كل ذلك لم يثن عزيمة زيدان، الفوز تلو الفوز والنتائج تتحقق مهما كان المنافس وبغض النظر عن الكيفية، فاز بالسوبر الأوربي بتشكيلة شابة، وأصبح على بعد 7 نقاط عن برشلونة في الليغا، أو 4 نقاط إن استطاع البلوغرانا تحقيق الفوز على ريال سوسييداد مساء اليوم.
زيدان حقق في أول 33 له كمدرب 86 نقطة أي أنه صاحب أفضل انطلاقة في تاريخ الدوري الإسباني متفوقا على غوارديولا ولويس إنريكي.
السر في كل ذلك هو العقلية، فأسطورة كرة القدم الفرنسي اعتاد تحقيق الألقاب والانتصارات منذ كان لاعبا، زيدان الفائز بكأس العالم وكأس أمم أوروبا ودوري الأبطال والدوري الإسباني والدوري الإيطالي، لا يفكر سوى في أمر واحد.. الانتصار.
الفضل في تكوين هذه العقلية هو وجوده مع يوفنتوس الإيطالي 5 سنوات كاملة قبل انتقاله كبطل كبير إلى ريال مدريد عام 2001 مقابل نحو 70 مليون يورو في أغلى صفقة آنذاك.
مع يوفنتوس وصل إلى نهائي دوري الأبطال مرتين، وفاز بالكالتشيو مرتين وبكأس السوبر الأوربي، كما أن فوزه بكأس العالم 98 كان في تلك الفترة.. مع يوفنتوس كانت التجرية الأولى للفوز بالبطولات.
أسطورة فرنسا، بدأ تحقيق البطولات في النادي المسيطر على إيطاليا، وأنهاها مع الفريق الأكبر في أوروبا.
لماذا يفوز زيدان؟ الجواب واضح: كل شيء يبدأ من عقليته الانتصارية المصنوعة في يوفنتوس ومصقولة في مدريد.